قامات من بلادي رحلوا)
🌿عثمان الدوش🌿
هنالك أشخاص واناس اختصهم الله بخصائص وميز قلما تجدها عند آخرين همه وكرم وسماحه وعزيمه ونكران ذات والاجتهاد في اسعاد الآخرين
المرحوم عثمان الدوش علم من اعلام الشمال يشار اليه بالبنان لا يمكن تجاوزه أو العبور بدونه
مسيره حافله من العطاء والاجتهاد في الحياة فقد عاش متوافق مع نفسه وواضع أمام عينيه مبدأ يعيش به ومعه مدى الحياة
فهو من جيل قد انتمي إلى التيار الإسلامي منذ نعومة اظافره
لم يمضي مع اهواء الحياة وملذاتها
بل ركن إلى ربه واستجاب إلى نداء الفطره السليمه واقتنع بمبدأ سيادة الدين على كل مظاهر الحياة منذ أن كان في البوليس فلم يمنعه كونه في سلك الشرطه ان يكون له انتماء فكري واسلامي فلم يره حزبا أو شكلا هداما بل كان يراه استجابه الي فطرته ومنسجما مع قناعاته الايمانيه وهو في الشرطه كان حاميا إلى اخوانه من بطش النميري واجهزته والذين عاصروه في عطبره يكنون اليه كل موده وتقدير واحترام لما كان يقوم به من أدوار في تأمينهم وحمايتهم
وعندما عاد الي البلد كان كل جهده وشغله الشاغل تطوير الزراعه ونهضتها لذا كان كل جهده منصبا في هذا الجانب
لذا ركز في جانبين الحفاظ على الرقعه الزراعيه على النيل وتطويرها وهي رقعه صغيره جدا ولكنها تمثل عمقا وتاريخ إلى انسان مروي بصوره عامه ومن أجل ذلك ركز على حماية المزروعات والحفاظ عليها من خلال ريها وإدخال انواع أخرى من التمور والموالح وعمل تروس تقيها من النيل ونجح في ذلك ايما نجاح وهو يقود اتحاد مزارعي مروي ويساهم في اتحاد الشمال وهو ينظر إلى الاعداد المتزايده في المنطقه وحوجتهم إلى زيادة الرقعه الزراعيه فكان لا بد من التفكير الجاد في مشروع اللار وتنقاسي الذي طال عليه الأمد سنوات وسنوات طوال ولم يرى النور فكان التحدي له هو ومجموعه مباركة انتدبة نفسها لفعل الخير قيادة مبادرات حقيقيه في نهضة مروي والشمال بصوره عامه
فتراهم يوم في الخرطوم ويوم في الدامر ويوم في دنقلا وفي ذاك الذمان لم تكن الطرق معبده أو توجد كباري وإنما الطرق وعره ياما ودرت ناس وفقدنا فيها الكثير السفر في ذاك الوقت كان مشقه وعناء ربما يسافرون باللواري والبصات والبكاسي ايام وايام عندما يخرجون من بيوتهم لا يعودون بسرعه لان الطرق والسفر كان بعيد تحملوا كل هذا العناء في سبيل ان يكون للشمال ولمروي اضافه حقيقيه في رقعتها الزراعيه وقد وكان بفضل ما قام به من جهد لا يتردد أو يخشي مقابلة مسؤولي الدولة وإنما يطرق أبواب مكاتبهم وبيوتهم وله مع الشهيد الزبير محمد صالح والحاج ادم ومجذوب الخليفه وقنيف وكل ولاة الشمال جولات وجولات ومواقف زللت قيام مشروع اللار ومشروع تنقاسي الكبرى
لذا كان بيته منزل لكل زائر إلى مروي تجد فيه السماحه الضيافه والكرم والاريحيه والتلقائيه التي تزلل كل صعيب وتعالج كل معضله
كان رحمة الله رجلا ناصحا لا يخشي في الحق لومة لائم وانما يقول الحق بكل صدق وتجرد ونكران ذات
والانسان المميز وصاحب الرساله يمييز ببعض الصفات والخصائص
1/ سيرته وعطائه فكما قلنا في مطلع مقالنا بأنه كان صاحب تدين وأخلاق رفيعه لم يرى يوما من الايام في موطن يقلل من قيمته أو التزامه وإنما كان الدين والخلق اهم مبدأ يسير عليه فكان حبه إلى دينه التزامه به وقايه من الوقوع في اي مسلك لا يحمد عقباه
2/ سيرته وسط جيرانه وأكثر الناس معرفه بالشخص الجيران جيرانه يكنون اليه كل الحب والاحترام والتقدير وأكثر شخص كان قريب منه وصديقه الشخصي المرحوم الحاج ود الحاج وانعم به من رفقه وصديق
وهو في حالة تواصل مع كل الجيران في افراحهم واتراحهم يقف معهم وقفة ابن بلد أصيل لم نسمع من جيرانه جرح لسيرته وإنما اشاده وشكر وكل تقدير واحترام وتبجيل
3/ أثره على الآخرين فهو بمثابة مصلح اجتماعي ما من مشكله من المشاكل الا وهو ساعي في حلها الصلح بين الناس والخصومات والطلاق والرقاب مشاكل حدود الأراضي وخصوماتها كان من ضمن آخرين لا يتوقف ولا يهدي له بال حتى يصل إلى حل نهائي وله في ذلك قصص وإحداث كثيره لا يسع المجال لذكرها
4/ جهده في الحياة
قلت سابقا لم يكن يعيش لنفسه أو أسرته وإنما كان يعيش لاسعاد الآخرين بتحقيق أحلامهم وامانيهم فهو صاحب بصمه في الحياة اوجد مشاريع من العدم إلى الوجود ستكون في ميزان حسناته إلى يوم القيامه
5/ أفضل نجاح إلى الإنسان أن يقدم أولاده للاخرين باحسن تربيه ومظهر وبحمد الله وفق في ذلك ايما توفيق فابناؤه على خلق وعلى دين وعلى استقامه يشهد لهم الكل بذلك في الدنيا ناجحين وفي الدين مستقيمين يجدون كل الاحترام والتقدير من الكل ولم يأتي هذا من فراغ وإنما من تربيه وتوجيه وقدوه وجدوها داخل البيت ومال حلال كان لهم خير زاد
6/ خير ختام ربما بعض الناس عندما يتقدم به العمر لا يراعي أمر دينه كثيرا
ولكن المرحوم الدوش كان لاخر حياته مع كتاب ربه ومع وصلواته ومع اذكاره والإكثار من الدعاء فكانما كانت بشارات ختام يعلمها
هذه دلاله بأن تدينه لم يكن تدين عارض أو ( قشري) وإنما ايمان عميق جدا إلى آخر أيام حياته
7/ جنازته
ومن العلامات المبشره إلى العبد المتوفي شهود جنازته فمن شهد الجنازه أربعون من اهل الايمان وجبت له الجنه فما بالك بالاف الكثيره التي شهدت جنازته وودعته عند قبره بالتأكيد هذه الآلاف شاهده على الخلق
وجاءت وفاء لرجل ظل طوال حياته عطاء وبذلا في ميادين الخير والعمل الصالح
رحم الله عثمان الدوش رحمة واسعه واسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن رفيقا
والبركة في عقبه
🌴عوض الكريم إبراهيم محمد🌴
🌱تنقاسي الرويس🌱
( مروي )