المرحوم الدكتور علي عبد العزيز
بقلم : مدثر ابو عثمان
إنطفأ نورها وذهب بريقها وتلاشت عافيتها وضاعت آمالها وعصفت بها رياح النسيان وتساقطت اوراقها وأضحت واقفة كشجرة التبلدي بلا حياة اونضارة إنها شفخانة تنقاسي السوق والتي آمل ان تستعيد عافيتها بعد ان رحل عنها الأب والعم والصديق والإنسان والطبيب المرحوم خالد الذكر علي عبدالعزيز هذا الهرم الذي كنت تشعر بالعافية قد دبت في جسمك وخف ألمك بمجرد رؤيته فقط يستقبلك بإبتسامته التي رسمت علي وجهه ويقوم من مكانه ليكشف عليك ويكثر من السؤال عن صحتك ويطمئنك عن مرضك بأنه خفيف ولاداعي للقلق عليه ويصرف لك الدواء وإبتسامته لا تفارقه ابدا كان له حضورا طاغيا وهيبة تشعرك بعظمة المهنة التي يمتهنها وهي مهنة الطبيب المداوي باعث الأمل والشفاء في النفوس وكان هو في شخصه مستشفا متجولا يدخل كل بيت ملبيا نداء المهنة في تجرد وطيب خاطر وفي اي وقت واي زمان هو حاضر لاتثينه المسافات ولاتلهيه امور الدنيا عن واجبه كطبيب يحمل المرهم قبل المشرط ويقدم الفرح بالشفاء قبل الدواء كان إنسانا راقيا في تعامله مع مرضاه وكان فطنا ولماح الذكاء اذكر مرة ونحن في المرحلة الوسطي وقد عزمنا علي ان نتغيب عن حصة اللغة الإنجليزية لخوفنا من الإستاذ خير السيد احمد خير السيد لشدته وقسوته علينا واخذنا دفتر العيادة وذهبنا للشفخانه صباحا انا والاخ يوسف سنوسي ويوسف سر الختم وعثمان محجوب وسليمان فتح الرحمن وعمر محمدالحسن جبر ومحداحمد شمه ودخلنا علي المرحوم علي عبدالعزيز ونظر إلي وجوهنا نظرة ملؤها الشك والريبة في مرضنا واخذ يسال كل واحد علي حده عن مرضه وكان التقرير الذي كتبه في الدفتر كالآتي هؤلاء طلبه متصنعيين وقال لنا إياكم ان تمحوا هذا التقرير غدا سوف اطلع عليه عندما يأتيني هذا الدفتر بالرغم من الدور الذي اجدناه في التصنع بالمرض إلا انه بخبرته وحنكته كشف عنا الغطاء ههههههههه لله درك كنت طبيبا وابا ومرشدا ومصلحا وقال لنا أذهبوا سريعا لمدرستكم * رحم الله الطبيب الإنسان علي عبدالعزيز رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته مع الصديقيين والشهداء وحسن أولئك رفيقا وجعل البركة في ذريته وأهله
